عقيدتنــــا
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
اللهم إنا نبرأ اليك من الكفر والشرك بكل ألوانهما وأشكالهما ، أكبره وأصغره، ومن البدعة وألوانها، عظيمها وصغيرها، ونستغفرك ونتوب إليك من المعاصي والذنوب كبيرها ومحقرها، لمَمِها ومقيمها، براءة تنجينا من عذابك وتلجئنا إلى ظلك يوم لا ظل إلا ظِلّك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو يعطى الناس بدعواهم لذهب دماء قوم وأموالهم " البخاري ومسلم بلفظ مختلف، ولكن البينة على من ادعى كما في أصول أهل السنة والجماعة . فنحن نبين ما نحن عليه وندعيه وبينتنا على ذلك أننا كتبناه وقيدناه ولا نقول أو نعمل بما يخالفه .
ونحن بعون الله وتوفيقه ، نبين في هذا المقام ما ندين الله سبحانه به ، وما نموت عليه ودونه، لا نعتذر عن عقيدة نعتقدها، ولا نوارى ولا نحابي ولا نتخفى ونتلصّص بديننا، بل نعلنه واضحاً جلياً صريحاً ننتسب فيه لأهل السنة والجماعة، أصحاب الفرقة الناجية، فلا نترك لأحد أن يفترى علينا دينا لا ندين به، أو أن يقوّلنا ما لا نقول، ولا يلزمنا بما لا نعتقد، فمن شاء أن يحاجنا أمام الله سبحانه، فليرجع إلى ما نثبته هنا فهو ما نحمله إلى قبورنا إن شاء الله لا نستبدله بغيره من دين أو دنيا، فنقول وبالله التوفيق والسداد، إننا نؤمن :
- أن الله سبحانه واحد أحد فرد صمد ليس له صاحبة ولا ولد ولا شريك في الملك ولا معين على الخلق .
- أن الله سبحانه قد خلق الناس على فطرة الإسلام كالبهيمة الجمعاء لا نرى فيها من عوجاء، ثم وهبهم العقل الذي يعرفون بنوره الطريق ويستهدون به في الظلمات .
- إنه سبحانه أخذ علي الخلق ميثاقه الأزلي بأن يقرون له بالربوبية والألوهية رافعاً بذلك عذري الجهل والتقليد في التوحيد .
- ثم إنه أسبغ عليهم فضله بأن أقام عليهم الحجة البالغة بالرسل فلم يؤاخذهم بالميثاق الأول ولا الفطرة أو العقل، خلافا للمعتزلة، فأرسل في كل أمة رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت .
- أن رسل الله بادئة بآدم عليه السلام، مروراً بنوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، وموسى وعيسى عليهم أفضل الصلاة والسلام وخاتمة برسول الله سيد المرسلين وخاتم النبيين كانت دعوتهم واحدة، هي التوحيد وعبادة الله سبحانه لا شريك له .
- أن توحيد الله سبحانه هو الإقرار بربوبيته وأسمائه وصفاته، ثم الإقرار بألوهيته وعبادته وموالاته ظاهراً وباطناً، قولاً وعملاً ، فعلاً واعتقاداً، قصداً وإرادةً وطلباً .
- أن صفات الله سبحانه هي كما وصف بها نفسه ثابتة ثبوت كلماته، كما قال سبحانه " "لَيْسَ كَمِثْلِهِۦ شَىْءٌۭ ۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ" فنفي المثلية عن الخلق ثم أثبت الصفات كما هي، إثبات ايجابي لصفاته دون تمثيل خلافاً للمشبهة ، وتنزيه له عن الخلق دون تعطيل لصفاته خلافاً للمعتزلة، وما يدندن حوله الأشاعرة. ولا نؤولُ الصفات ونخرجها عن مسمياتها كما أثبتها ربنا لنعالج درن التشبيه وخبثه في عقولنا، بل نمهد لفهم الصواب في عقولنا بما قاله الله سبحانه دون التواء أو تأويل . فالله سبحانه استوى على عرشه كما قال، بائن عن خلقه عالٍ عنهم ، في السماء كما قال، وكذلك في كافة صفاته سبحانه ، نتقبلها بالتسليم كما تقبلها من هم أفضل خلق الله بعد رسله ، صحابة رسوله الأكارم، ومن تبعهم .
- أن الله عالم بعلم ، ما مضى وما حضر وما استقبل من أمر ، ويعلم الأمور التي لم تحدث، إن حدثت كيف كانت تحدث. ويعلم اختياراتنا وما سنكون عليه حتى الممات ، علما مطابقاً للحقيقة مطابقة تامة، لا يستلزم عن علمه أنه أجبر أحداً على ما يعمل ، بل علم به، وكتبه ثم أنزله إلى سماء الدنيا ليتم كما كتب حسب ما شاءت إرادته الكونية، وهو مطابق لما اختاره الفرد بكامل حريته ومطلق مشيئته، ولابد أن يكون كما كتب سبحانه لأن غير ذلك قادح في شمول علمه وسعته، والله سبحانه أكمل من كل ما يتخيله العقل كمالاً، ومقتضى رحمته وعدله أن لا يجبر أحداً على عمل، وإن علم ما سيعمل به وقيده في لوحه المحفوظ.
- ونؤمن بالملائكة والكتب والرسل والقدر خيره وشره والصراط والميزان والشفاعة والمسيخ الدجال، وبقاء الجنة والنار وسائر ما ثبت بالسنة الصحيحة .
- أن عبادة الله سبحانه هي ما تنبني على الإقرار بربوبيته، وعبادته تعنى الخضوع المطلق له في كافة شؤون الحياة ومناحيها :
i. فلا حكم إلا حكمه سبحانه " ألا له الخلق والأمر" ، ومن لا يحكم بما أنزله فهو كافر ضال إن جعله شرعاً محكماً يعبّد الناس له بالقوة ويلويهم عن اتباع شرع الله وحده ، بل ويقتل من يدعوهم إلى الرجوع لشرعه منهم أو أنه فاسق عاص إن كان حكمه مخالف لحكم الله في قضية بعينها أو واقعة بذاتها ، دون أن ينشأ شرعاً موازيا لشرع الله سبحانه يقيم به العدل كما يراه بزعمه بين الناس. وهي قضية عقدية أصولية ليس بقضية فروع ولا تتعلق بقضية الإعتقاد أو الإستحلال، التي يكفر فيه من يستحل محرماً أو يحرم حلالاً مما ورد في الشرع تحريمه أو تحليله من الأوامر والنواهي والأفعال الشرعية المكيفة .
ii. ولا ولي إلا هو سبحانه " إنما وليّى الله "، ولا يحل عقد الولاء بين الناس إلا بناءاً على ما يحل حلاله أو يحرم حرامه ، وأيما فرد إدعى الإسلام ثم راح يوالى ويعادى على شرائع وقوانين ما أنزل الله بها من سلطان ، مدعياً أن ذلك حلال في شرع الله أو أنه مما هو من المصلحة العامة أو ما إلى ذلك مما يكون إما عن جهل مركب بالشرع أو فساد نية وشهوة إلى دنيا يصيبها من مال أو مركز ، فمن فعل ذلك فيجب تحذيره من مغبة ذلك على توحيده وأن التوحيد يمكن أن يرتفع عن صاحبه دون أن يدرى، فإن أصر وكابر فحكم تارك التوحيد معلوم لأهل هذه الملة.
iii. أن النسك والشعائر والدعاء والذبائح هي لله وحده دون غيره، وأن التوسل لا يكون إلا بحي من أهل الصلاح ، بدعائه لا بذاته، وعليه تشهد كل الأدلة الشرعية الصحيحة دون التواء في الفهم أو خلل في القصد.
- أن الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، وأنه يزيد بالعمل بالطاعات وينقص بإرتكاب المعاصى والمخالفات، وأن المسلم عامل على الترقي في درجات الإيمان ما عاش .
- وأن الذنوب صغائر وكبائر، وأن المُصرّ على الذنب لا يكفر خلافاً للخوارج، وأن الحسنات تذهبن السيئات، وأن المستغفر من الذنب كمن لا ذنب له، وأن الذنوب تغفر بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم وبدعاء الولد الصالح، وبالجمعة إلى الجمعة ما اجتنبت الكبائر، وغيرها من ماحقات الذنوب التي ثبتت في السنة الصحيحة .
- أن القرآن على ظاهره، لا باطن له كما تدعي الشيعة والصوفية من أهل الضلال والغيّ، ليتلاعبوا بثوابت الإسلام وما تَمَهّد في قواعده على لسان نبيه. وأن لا أصل لما زعموه من حقيقة مخالفة للشريعة .
- ونؤمن بأن السنة المطهرة هي الأصل الثاني للشريعة، وأن في سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ما أحلّ وحرّم من وراء ما أحل القرآن وحرّم . فالسنة مبينة ومكملة للقرآن الكريم ، تخصص عامه وتبين مجمله وتقيد مطلقه .
- وأن علماء الأمة الأفاضل قد نقحوا السنة مما شابها من موضوعات وداخلها من متروكات، فأنشئوا علم المصطلح الذي بينوا به فساد الفاسد واعوجاج المعوج، وصححوا ما صح وحسّنوا ما حسن . فنحن على بينة من ديننا وحديث رسولنا لا ننخدع بمن أضل الله وأعمى فادّعى أن السنة لا يصح منها شئ أو أقل القليل ممن يريد أن يهدم هذا الدين .
- وأن الظاهر دليل على الباطن وأن هناك تلازم تام بينهما، لا يفرق بينهما إلا مرجئ عتيد محرف للنصوص .
- وأن القرآن على ظاهره مما يتقبله العقل وثبتت به النصوص الصحيحة، إذ لا خلاف بين المنقول الصحيح والمعقول الصريح كما قال شيخ الإسلام بن تيمية .
- وأن الصحابة الأبرار عدول كلهم لا ندخل فيما شجر بينهم من خلاف، ونعتقد أنهم كلهم من أكبرهم وأولهم أبا بكر الصديق إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم جميعا من أصحاب المنزلة العليا التي لا تدرك بصحبتهم لرسول لله صلى الله عليه وسلم ورضاه عنهم، وهو المعصوم الذي لا تغيب عن فطنته أخلاق الناس وطبائعهم ، فاتخذهم بطانة له ورضي عنهم حتى لقي ربه.
- وأن الجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة، وأن رزقنا تحت سيوفنا، مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأن الجهاد حكمٌ فقهيّ شرعيّ، له شروطه وموانعه، التي يحددها ويحكم بجوازه أو حرمته أو تأجيله فقيه عالم.
- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات ولم يوص لأحد وإن أشار لأبي بكر فجعله خليفته في صلاته بالناس . ونزيف أقوال الشيعة الخبثاء الذين يكفرون الصحابة ويتطاولون على ساداتهم وسادة المسلمين جميعا من صحابة النبي وزوجاته ، فلعنة الله على الظالمين .
- أننا نتبرأ من بدعة التصوف وخرافاته وانحرافاته التي أوبأت الأمة الإسلامية وضربتها في صميمها وأضعفت كيانها بما أدخلت من بدع وشركيات القبوريين والمتوسلين بالصالحين وغير الصالحين من الموتى وما أضافوه للدين من حدود ورسوم ما أنزل الله بها من سلطان ، فسحقاً لمن هم من أهل الضلال والغواية .
- وأننا نتبرأ من الخوارج الذين يكفرون المسلم بالمعصية صغيرة أو كبيرة ، ويستحلون دماء المسلمين كسلفهم ممن كان يهرق دم المسلم ممن لا يقول بمقالتهم بينما يؤمن المشرك حتى يسمعه كلام الله ثم يبلغه مأمنه دون إعتداء عليه ، فقلبوا الحق باطلاً والباطل حقا وكانوا حرباً على المسلمين وبرداً وسلاماً على الكافرين .
- وأننا نتبرأ من المرجئة الخلص ، وننصح من دخلت عليهم شبهاتهم ممن قرب من أهل السنة ، فخلط قضايا التوحيد بقضايا الفروع واختل فهمه لآيات القرآن وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ونبتهل إلى الله أن يرشدهم الطريق، وأن يبين لهم ما خفي عنهم من اختلاف في مناط الأحداث وواقع الأمة .
- وأننا نقيد ما جاء عن بعض أفاضل هذا الزمان مما أخطأ في تأويله وفهمه الكثير الكثير في قولهم "نتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه"، فإننا نعتذر إلى الله من أن يعذر بعضنا بعضاً في ابتداعِ بدعة مخربة أو انحراف في عقيدة ضلالة ، فليس في سنة نبينا صلى الله عليه وسلم سند واحد يستند اليه من يعذر المبتدع، إلا إن كان من الأتباع الجهال الذين يتبعون كل ناعق، فهذا دواؤه العلم، أما أن نعذر المبتدع ، فحاشا وكلا، ولا كرامة ، وعلى المخالف أن يأتي من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ووصايا أصحابه ومن تبعهم إلى عصر أحمد بن حنبل بمثل هذا التخريج الزائف الباطل لهذا القول على عمومه، والذي يتعبد ويتغنى به الكثير ممن قلّ علمه وكثرت خرطه وخبطه .
- أننا نبرأ من المعتزلة، وأتباعهم من حواشي هذا الزمان، الذين جعلوا العقل حاكما على الشرع، واعتسفوا النصوص ظاهراً، وكفروا بصحتها باطناً، ليصلوا إلى غرضهم من إخضاع الشريعة لأهوائهم الضالة، وإنكار السنة وتضعيفها ، وتكلموا بكلمات زينتها لهم قواميسهم مثل عقلانية الشريعة ومرجعية العقل ومثل هذه المصطلحات التي تخيل على عوام هذا الدين دون خواصه .
- وأن الحكم بما أنزل الله هو صلب هذه العقيدة وقوامها الذي لا تقوم بغيره وهو أمر يجب على كل مسلم أن ينشط للعمل على تحقيقه أينما وجد ليسود العدل وتتحد الكلمة ويأتلف الصف.
- ونرى أن العلمانية وصمة كفر وإلحاد لا تجتمع والإسلام تحت رداء واحد، وأنها تعنى اللادينية والتبرأ من الخالق تبرأً عملياً أو اعتقادياً ، وأن المسلمين الذين يوالون العلمانيين على شرائعهم وأحكامهم ويتجمعون في أحزابهم ومجالس تشريعهم ، هم من أهل الجَهل المُردى أو الكفر الموبق .
- وأن الديموقراطية الغَربية الكافرة ليست من دين الله في شئ، بل هي كُفرٌ محضٌ بانتخاباتها وبرلماناتها وأحزابها، لأنها مؤسسة على فكرة الطّاعة لسلطة الشعب دون الله، ولأنها تقوم على أيديولوجية علمانية لادينية. ومن ثم، فإننا لا نشارك في وسائلها إذ إننا متعبدون بالمقاصد والوسائل معا، و""إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ ٱلْمُفْسِدِين".
- وأن كلمة "السّلفية" قد امتُهنت في العصر الحاليّ، ودخل تحت مسماها من لا يقول بأقوال السلف، بل منهم من يقول ببدعٍ مُضلة، كبدعة طاعة وليّ الأمر أياً كانت ملته، وكبيرةُ التزلّف للحُكام وطلب الدنيا بالدين.
- أن علماء الأمة في كل فرع من فروع العلم يكمل بعضهم بعضاً كحلق العقد الواحد، ولا نرى لأحدهم مزية على الآخر إلا بالعلم وإصابة الحق فيه ، فأصحاب الحديث كالفقهاء وأصحاب الأصول والعربية ، لهم دورهم الذي لا يغني عنهم غيرهم فيه، ونتبرأ إلى الله من لوثة التعلق بمحدثٍ من المُحدّثين أو فقيه من الفقهاء، لا نرى له عيباً ولا نعرف له خطأً فكل قوله صواب وكل مقاله حق ، هؤلاء يخالفون إلى ما ينهون الناس عنه من عدم عبادة غير الله وأن الكل يؤخذ من كلامه ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتسبون إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وينفون إتباع السلف عمن خالف من قلدوه في مسألة من المسائل ، فلينتصح هؤلاء وليثوبوا إلى رشدهم، هداهم الله إلى الحق وبرأهم من التعصب .
- ونرى أن الدفاع عن الأوطان حق مكفول في كل ملة ومن مقاصد الشريعة العامة التي روعيت في كل شريعة أرسل بها الله رسله ، أو وضعها بنى آدم على ميزان العقل والعدل . وأن حرية العقيدة بشروطها حق مكفول للجميع ، وأن أهل الذمة لا يجب أن تخفر ذمتهم في أوطان المسلمين ، شريطة أن لا يظهروا العداء للإسلام أو يخالفوا شرائعه ، وفي المقابل لا يعتدي أهل الملل الأخرى على المسلمين في ديارهم بدعوى تحريرهم !
- وأن المرأة نصف المجتمع ، لها ما على الرجل وعليها ما عليه ، وللرجل عليها درجة الفضل التي تلزمه بالرعاية والذمة لا بالتكبر وهضم الحقوق ، وأن المرأة تساوى الرجل في ميزان الله وإن اختلفا في الدنيا من حيث مجال عمل كل منهم وقدرته وما هيأه الله سبحانه له، وأن حجابها فرض عين لا تَملّص منه إلا بخلع الربقة.
هذه هي عقيدتنا ، في سطور قليلة ، ندين بها ونتولاها ، وإذ نعلن أن المخالفةَ طبعٌ في النفس لا غلبة عليها إلا لمن شاء الله من ذوى العزائم، فنقول للمُخالف المُتجني :
- لسنا من الخوارج، هداكم الله ، فنحن لا نكفر بذنب ولا معصية، صغيرة ولا كبيرة.
- ولسنا من المعتزلة، الذين يقدمون العقل ويجحدون النصوص، وينكرون صحيح السنن.
- ولسنا من المرجئة الذين يرون الإيمان في القلب، دون العمل، ويفرقون بين ما جمعت بينه الشريعة ووصله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، الظاهر والباطن، ولا نجعل الإيمان هو مجرد تصديق الخبر .
- ولسنا من الشيعة الذين تتبرأ منهم ذمة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بإفتئاتهم على صحابته الأبرار وأزواجه الأطهار، وبتخريب الدين ومعاداة المؤمنين والكذب الصراح تحت شعار التقية ، فلعنة الله على الظالمين .
- ولسنا من المُشَبِّهة الأنجاس الذين يجعلون لله أعضاء كأعضاء البشر سواء بسواء .
- ولسنا من الصوفية المخابيل أصحاب الرقص والنطّ والفطّ باسم الذكر والتسبيح، والله منهم برئ ورسوله .
- ولسنا "قطبية"، لمن أحب أن يلصق بالناس التسميات التي تُنفّر وتغشى على الحقائق. بل نحمل للشهيد سيد قطب الأديب المفكر كل إجلال واحترام وحب في الله ، جزاه الله خيرا على ما قدّم للإسلام، ونقر بأنه ليس هناك من لا يخطئ في مسألة من المسائل، أو اجتهاد من الاجتهادات، وسيد رحمة الله عليه ليس بدعا في ذلك، ولا نتابعه فيما قال في مسألة تأويل الصفات أو ما خالف السنة بشكل عام .
- ثم إن الإفتاء في شرع الله ليس من باب إبداء الرأي كما يحلو للكثير أن يتحايل به، إنما هي واجب على من حاز أصول العلم وتمرّس به ، وعرف الواقع ودرس جوانبه ، ليجتمع له جانبي الفتوى، العلم بالحكم الشرعي ومعرفة الواقع ومناطاته. فليتق الله ربه من يتهجّم بالفتوى من كل جاهل متعالم ، متكلف متخلف هو للعوام أقرب منه لطالبي العلم .
نحن إذن من أهل السنة والجماعة الخلّص الذين لا يشوب عقيدتهم شائبة. ومن أراد أن يختبر هذه العقيدة أو أن يردّ أحد مفرداتها كما أوردناها، فليرم بسهمه، فسيرتد إلى نحره خاسئا بإذن المولى عز وجلّ.