حسابنا الإحتياطي على تويتر @haleeminc رجاء النشر
دعــــاء
فلذات الأكباد .. نعمة ونقمة!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
جاءني هذا الصباح نبأ وفاة ابنة صديق حبيب، ذات أربعة وعشرين ربيعاً، فجأة دون مقدمات، في غضون ساعة واحدة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عرفت الرجل عن طريق أخي منذ عشرات السنين. عرفته رجلاً صاحب دين وخلقٍ وشهامة، يندر مثله بين رجال هذا الزمن. عرفته رجلاً حييّا أميناً، لا تفوته صلاة، ولا يؤخر زكاة، بل هو معطاء كالسيل، لمن عرف
عيد مبارك يا ولدى .. قلبى معك
ستة أعوامٍ ونصف عام، مرّت على ابنى شريف في محبسه. العيد الثالث عشر يمر عليّ دون أن القاه صباحاً وأضمه ونتبادل التهنئة بالعيد.
أتذكر حين كان صغيراً، وكان يبيت ليلة العيد، بجانبى، بعد أن يُمَهّد ملابسه الجديدة ويصفّها على سريره، ولا ينام عليه لتظل كما هي حتى الصباح. ثم يأتي الصباح فيقفز صائحا ليرتدى ملابسه، ويجلس على الباب منتظراً الخروج للصلاة.
أعوامٍ قضاها ابني في زنزانته، محكوماً عليه بالسجن مدى الحياة، لا
دعاء الكرب والهم والحزن
{لا الَه إلا َّ الله العَظيم الَحليم، لا اله إلا َّالله ربّ ِ العَرْشِ العظِيم، لا اله إلاَّ الله ربِّ السَّماوات وربِّ الأَرض ِ ربِّ العَرشِ الكَريم}.{يا حيّ يا قيّوم، ربِّ العرشِ العظيم}.{اللّهم آتنا في الدُّنيا حسَنة وفي الآَخرة حسنة ، وقنا عذاب النّار}.{لا اله إلاَّ الله الكريم، سبحانه، تبارَك الله ربِّ العرش العظيم، الحمدُ لله ربِّ العالمين}.{اللَّهم رحمتك أرجو فلا تكِلني إليَّ طرْفة عين، واصلِح لي شأني كلّه،
الزيارة الأولى .. في المعتقل الجديد
الحمد لله والصّلاة والسّلام على رَسول الله صلى الله عليه وسلم
بعد مكاتباتٍ ومراسلاتٍ، وتصاريحٍ ومكالمات، دامت أكثر من ثلاثة شهور، أخذنا موعداً لزيارة ابنى الحبيس، في معتقله الجديد. وأمس، بعد رحلة طويلة، استغرقت سبعة ساعات بالسيارة، وصلنا لتلك لضّاحية لافال، من ضواحي مونتريال، حيث يقع المُعتقل الجديد، الذي نَقَل اليه الظالمون ابنى شريف، منذ خمسة أشهرٍ.
قضيت الليلة، في هذه البلدة، بين النوم واليقظة، والتشّوق والترقب، تختلط في النفس مشاعر فرحٍ
وأخيرا .. إستقرَ ولدي في مُعتقلِه الجَديد
تلقيت، بحمد الله ومنته، أول مُكالمة من ولدي شريف، بعد أن إنقطعَت أخباره منذ عدة ايام، جرت فيها عملية الإنتقال من مَحبسِه الإحتياطيّ، والذي قضّى فيه السنوات الخمس السابقة، إلى معتقل مونتريال ذى التحصين الأعلى في البلاد، والمُخصّص لأعتى المُجرِمين من القتلة والمُغتصَبين وعتاة تُجارِ المُخدرات! حيث سيقضى فيه ما شاء الله أن يقضى، لا إعتراضَ على حُكمه.
المَكانُ الجديد، أبلغنى شَريف، أنه أفضل من سابقه نوعاً، من حيثُ سِعة الزنزانة
الزيارةُ الأخيرة .. في مُعتقلِ الحَجز
اليوم .. قمت بالزيارة الأسبوعية الأخيرة لإبني الأكبر، شريف، في مقرِ إحتجازِه بمسيساجا، منذ ما يقربُ من خَمسِ سَنواتٍ، قبل أن يُنقلَ إلى مُعتقل كوبيك بعد صدور الحكم،على مَبعدة خُمسمائة كيلومتراً من محل إقامتى، والذي سيقضى فيه ما شَاء الله له أن يَقضى.
للمرة الثانية والثمانين بعد الأربعمائة، تركتُ سيارتي أمام الباب الزَجاجي، ودَخلتُ إلى سَاحة الإنتظار، وسَحبت رقماً، لأنتظر دوري في تسجيل الإسم وطلب المقابلة. جلستُ بعدّها بين أوجُه غريبة
'إِنَّمَآ أَشْكُوا۟ بَثِّى وَحُزْنِىٓ إِلَى ٱللَّهِ ' .. ما بَعد الحُكم
مضت الأيام القليلة الفائتة، منذ صدورِ الحُكمِ الجَائرِ على ولدى، بَطيئةٍ مُتثاقلةٍ، لا تكاد تلوى على شَيئ، كأنّ ليلَها اشتبك بنهارِها طولاً، وكأنما استلهَمَت سَيرَها البَطئ المُتوانِ يحاكي وَحي الحُكم ذاته، مستغرقاً مدى الحياة .
انزويتُ إلى نفسِى منذ تلك السَاعة، مُعرِضاً عَمّن حولي، بل عَزََفَتُ حتى عنّ حديثِ النفس، تتزاحمُ الأفكارُ في رأسي فلا تجِدُ إلى تناولها طَريقاً، ولا تعرِف إلى العقل سبيلا، تجد أبواباً مُغَلّقَة تدفعُها إلى التشتّت والتفرّقِ.
أخيرا صَدَرَ الحُكم .. وفَقَدتُ ولدي
بعد خمس سنين طوالاً، صَدَرَ الحكم على ولدى الأكبر في جَريمة لم يَسقط فيها قتيلٌ، ولم يُجْرح فيها كائنٌ، ولم يُهدَمُ فيها مبنىً، ولم يُخَرّبُ فيها عقارٌ .. بالسِجنِ مَدى الحياة. الحمدُ لله، الحمدُ لله ثم الحمدُ لله.
لن يتهيأ لي إذن أن أرى ابنى مرّة أخرى خَارجَ جُدران السِجن، ولو كُتبَ له الخُروج يوماً فسَأكون في عَالم الغيب بين يدي ربي. ما أقسَاه من حُكمٍ، وما أجْحَفه من عِقابٍ، جَرت
دعـــاء
اللهم يا من لاتراه العيون ولا تخالطه الظنون ولا يصفه الواصفون ولا تغيره الحوادث والدهور
يا من يعلم مثاقيل الجبال، ومكاييل البحار، وما انسدل عليه الليل وما أشرق عليه النهار ، يا من يعلم عدد قطر الامطار وورق الاشجار ولا توارى عنه سماءٌ سماءاً ولا ارضٌ ارضاً ولا جبالٌ ما في وَعرِها ولا بحارٌ ما في قعرِها
انت الذي سجد لك سواد الليل ودوي الماء وحفيف الشجر
انت
|