حسابنا الإحتياطي على تويتر @haleeminc رجاء النشر
كلمة اليوم
خلافة البغدادي .. الخنجر المسموم في ظهر الجهاد
الخميس 17 يولية 2014
عدد المشاهدة : 969
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد يتشكل على الأرض اليوم الواقع الجديد الذي رسمته اليد الأمريكية، بعدما وجدت بُغيها في تحالف بقايا البعث الصداميّ، وداعش الخارجية، لتخرج من ورطة الثورة السورية أولاً، ومن التناقض العراقي الطائفي ثانياً، ومن الموقف الذي وضعه فيها بشار الأسد بإجرامه أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي ثالثا، لتجد المعادلة التي كانت تسعى اليها، لتحقيق تلك الأهداف، ثم لتحقيق الهدف الأكبر وهو تفتيت منطقة العراق والشام، عملاً بمبدأ سايكس-بيكو[1] في تقسيم تركة الدولة العثمانية، إلى أكبر عدد ممكن من الدويلات. وقد بُني هذا الواقع، كما بيّنا من قبل، على تواطئ قيادة داعش، بعد إدعاءات القرشية والدولة، وتمهيد الأمر أمامها، من خلال خبرات البعثيين الصداميين في سوريا، ثم تدبير انسحاب قوات المالكيّ انسحاباً فاق انسحاب قوات 67 من أمام العدو الصهيوني، لتقف على حدود مرسومة متفق علها مسبقاً، كما هو الحال في سوريا مع النظام النصيريّ، ومن ثمّ تتكون أربعة دويلات صغيرة، كردية، ورافضية عراقية، ونصيرية سورية، وحرورية بينهما، تتعايش بينها، وتملك كلّ منها بعض مصادر الكيانين الراحلين، خاصة من النفط. وهذا الواقع، هو ما انعكس، كما أشرنا سابقاً، في التعاون بين البعثيين العراقيين وداعش من ناحية، وبين داعش والنظام النصيري في سوريا من جهة أخرى، وتركيز داعش على قتل المجاهدين السنة في سوريا، وعلى تجريد العشائر العراقية من السلاح، لتأد الثورة في سوريا، وتقتل أيّ احتمال لها في العراق. كما أنه انعكس واضحاً جلياً في ذلك الموقف السلبي الأمريكيّ من التقدم الداعشيّ، و"التهديدات" التي راحت داعش ترمي بها يمينا ويساراً تتوعد كلّ الأنظمة العربية بالويل والثبور وعظائم الأمور، وهي تعلم علم اليقين، أن لها حدّأ مرسوماً، متفق عليه، لن تتخطاه يوماً. ثم ذلك التجاهل العجيب لإعلان "خلافة" المسخ العميلة في القطاعات التي سيطرت عليها داعش. خطة جهنمية صهيو-صليبية، إن دلّت على شئ فإنما تدل على كيفية انتهاز هذه العصبة الصهيو-صليبية لما هو متاح على الأرض، من عمالة وخيانة وغباءٍ، في الوسط العربي والإسلاميّ. الأمر أن داعش اليوم، هي سلاح الصهيو-صليبية لوأد الثورة السورية بالكامل، والقضاء على مجاهديها في سوريا والعراق، وإرساء معالم الحدود الجديدة، التي تحمى مصالح الكيان الصهيونيّ، وتزيد الفرقة والتقسيم داخل الأرض الإسلامية. لا حرب بين داعش والنصيرية، ولا حرب بين داعش والمالكيّ، بل كانت تلك العمليات غطاءً للمؤامرة، وما لبث البغداديّ أن استرجع ثمرة المجاهدين في سوريا لإتمام صفقته. الحرب فقط بين داعش ومجاهدي السنة، لحساب الدويلة الجديدة التي سيتربع "خليفة الشؤم" على رأسها أراجوزاً، يخدع الكثير من عوام المسلمين ليقضى على بقية آثار الجهاد في العالم. البغداديّ إذن، في نهاية الأمر، هو عميلٌ رضيَ بالتقسيم الجديد، ولعب لعبته على عقول المجاهدين، ففرق جمعهم في سوريا، بعد أن اضطر للنزوح اليها لمّا عرف أنّ ثوار سوريا لن يلعبوا لعبته القذرة، ولن يتواطؤا مع النصيرية على أيّ اتفاق كان. لكن جنون العظمة وحب السيطرة، كانا حادي هذا الخائن في لعب دوره. الأمر إذن، ليس أمر حرورية أو خوارج أو قتال مرتدين، بل هو أمر تصفية الثورة لتكريس الوضع الجديد الذي يسمح للبغدادي بأن يكون على رأس هذا الكيان الجديد، الذي يبنيه على دماء وجماجم مجاهدي السنة. وما ندرى والله كيف زينها له شيطانه، لكنه، بلا شك، بهذا التواطئ، يعتبر أكبر خائن للقضية الإسلامية في تاريخنا الحديث، لا يشاركه في هذا إلا فيصل الأردن الجدّ، وقريبٌ من دور الملك عبد العزيز في الجزيرة بالتعاون مع الانجليز. والأخطر في مؤامرة البغداديّ هو أنّ ادعاءه للخلافة هو الخنجر المسموم في ظهر الجهاد، من حيث إنه ألزم به كافة المجاهدين في العالم، وطالب بحلّ كلّ تنظيماتهم، والخروج على أمرائهم. وهذا لا يعنى إلا أن يكونوا كلهم تحت السيطرة البعثية الصهيو-صليبية، فيدخلون في المسرحية العالمية من حيث يسحر لهم البغداديّ أنهم تحت "خلافة على منهاج النبوة"! وقد استخدم البغداديّ، خدعة القرشية، وجنّد لاعقي الأحذية العدناني والبنعلي وأمثالهما من أغبياء العجم مثل عمر الشيشاني، لتزيين صورته، وسحر أعين الجهلة من الأغبياء العوام، الذين هم، كانوا وسيظلوا، مطية الدعايات، وأداة إنفاذ المؤامرات، ورحم الله شوقي حيث وصف شعوبنا على لسان كيوباترا: اسمع الشعب ديون كيف يوحون اليــــــه ملأ الجو هتافــــــا بحياتــــــــي قاتليــــه أثر البهتـــــان فيه وانطوى الزور عليه يا له من ببغــــــاء عقله في أذنيـــــــــه المؤامرة، كما أشرنا من قبل، أكبر من العدناني والبغدادي، وأمثالهما من الأراجوزات الذين تجندهم السياسة العالمية لتحقيق مآربها في شرقنا الإسلامي، الذي ما عاد والله إسلامياً، بل قد صار فيه الإسلام غريباً طريداً شريداً هارباً من وجه طاغية إلى وجه طاغية أنكى، من الجزيرة إلى الإمارات إلى الكويت إلى مصر إلى العراق إلى سوريا المقسّمة إلى العراق المقسّم. فلا حول ولا قوة إلا بالله. د طارق عبد الحليم 18 يولية 2014 – 20 رمضان 1435 [1] راجع فوائد تغريدية على موقعنا منذ أوائل الشهر الماضي http://www.tariqabdelhaleem.net/new/ArticalList-136 |
تعليقات القراءاضف تعليقك |