يهنئ الموقع المسلمين السنّة في أنحاء العالم بعيد الفطر المبارك، وندعو الله أن يرفع عن المسلمين الغمة في كلّ مكان، وأن يرفع العدوان عن غزة
أحداث الشام
الخلافة .. بين السنية والعبثية
الاثنين 30 يونية 2014
عدد المشاهدة : 1591
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد لا شك أنّ هذه المقالة من أشدّ المقالات ازوراراً على قلمي، وأعنفها وطأة على صدرى، وأبعدها تصوراً عن عقلي، إذ ما تصورت أنّ أحيا لأرى الخلافة يسقط بها الحال إلى أن يعلنها يائسٌ عابثٌ، لا حقيقة له ولا واقع، إلا ما صنعته له ظروف مضطربة من حوله، وسط كمّ هائل من الجهل والضلال العقلي والشرعي معا. الخلافة، تأتي بمعنيين، خلافة منّ الله بها على بنى آدم في الأرض، وهي خلافة عامة، "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَـٰٓئِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌۭ فِى ٱلْأَرْضِ خَلِيفَةًۭ ۖ " وهي الخلافة التي يقع بها تكليف كل بشرٍ، مؤمن وكافر، مطيعٌ وعاصٍ "لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًۭا". وخلافة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي الخلافة المخصوصة بالمسلمين دون غيرهم، لإقامة دين الله في لأرض، وهي التي شرُف بها الراشدون، ومن بعدهم من صَلُح من خلفاء المسلمين. وهذه الخلافة التي ينوب القائم بها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقوم بها من يستأهل شرفها، ويُقدّر قَدْرَها، ويُعلى أمرَها، من حيث وضعه أهل الحلّ والعقد من المسلمين نائباً عنهم في تسيير أمور المسلمين، لا من يستهين بحقها، ويستصغر أمرها، ويجلب عليها السخرية والازدراء، ويجعل منها مضحكة للناس، ويكون عليهم وبالاً. ثم، هذا الذي يستأهل شرفها، ويُقدّر قَدْرَها، ويُعلى أمرَها يجب أن يتحلى بما تحلت به الخلفاء الراشدون من قبل، إذ قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ستكون "خلافة على منهاج النبوة"، لا على منهاج الفتوة، ولا على إخضاع الناس بالقوة، فالخلافة التي حالها هذا ليست "خلافة" وعد الله بها عباده، بل هي "خرافة" تفتق عنها عقل به هوسٌ حقيقيّ وتخبط عَمِّي، لا يعرف في أيّ إتجاه يسير. حين سمعت أن الكاذب المُبهت العدناني، قد أعلن قيام "الخلافة"، وأن ذلك الرجل، سفاك الدماء البغداديّ هو "الخليفة" لم أتماسك من الضحك، ثم التعجب، ثم الحزن، ثم الأسى على حال المسلمين. ووالله إنها مضيعة للوقت والجهد أن يحاول أيّ من علماء السنة الحديث، بشكلٍ جاد، على ما يحدث من تصرفات هذا التنظيم، الذي ابتلى الله به الأمة، بما كسبت أيديها، فهؤلاء قد خرجوا عن حدّ المعقول إلى وصف المخبول. أين هؤلاء أهل الحل والعقد الذين يتحدث عنهم الكاذب المُبهت العدناني؟ من هم؟ ألهم أسماء فنعرفهم بها؟ أولوا أنفسهم أهل حلّ وعقد دون علم أحد بهم إلا من ولوه؟ ما هذه الخيبة الأزلية؟ أيعتقد هذا الدعي البغدادي أن الأسلحة التي تركها جيش الروافض من خلفهم ستدوم معه، يقاتل بها المسلمين من السنة؟ أيظن أن المال الذي اغتصبه ليتاجر به في شراء الولاء من كلّ خائن وعميل وبعثيّ يرضى أن يسميه "الخليفة"، سيدوم له؟ وقد كتبت، ولازلت، في سلسلة "قيام دولة الإسلام بين الواقع والأوهام" ما بيّنت فيه بعض شروط استمرارية مثل هذا البناء، وناقشت فيه العصبية وأهل الحلّ والعقد ومعنى التمكين. لكن هؤلاء الحرورية المخابيل لا عقل لهم، هم كالأنعام والله، بل هم أضل. ألا يعلم هؤلاء المناكيس أنهم قد كتبوا على أنفسهم أن ترِد أساميهم في كتب التاريخ كجماعة من الخوارج عقيدة، لكن دونهم في كلّ أمرٍ آخر، من الصدق والشجاعة. فهؤلاء يكذبون، أولا، وينافقون ثانيا، حيث قتلوا مخالفيهم لأنهم "يوالون الكفار" بأخذ بيعات، ثم ها هم يوالون الكفار من البعثيين، وقادة جيش صدّام، بل والله ليحالفون الشيطان ذاته لكسب شرعية ما أسموه الآن خلافة، بعد أن كانت دولة مدة ستة شهور! تذكّرني كلمات الكاذب المُبهت العدناني بكلمات عبد الناصر، حيث اتخذ هذا الأخير من القومية العربية وقوداً يجذب اليه قلوب العوام المهاطيل، ويشعل في قلوبهم حماساً واندفاعاً، وكأنه يسعى حقاً لتوحد العرب، وما هي إلا أغراض شخصية وحبٌ للذات، واتخذ الكاذب المُبهت العدناني، نيابة عن خليفته الدّعِي، الإسلام والحكم بالشريعة والخلافة، شعارات ليس من ورائها إلا سفك دماء المسلمين وإعلان الحرب علي كافة المجاهدين المخالفين، وتكفيرهم، والتحالف مع البعثيين وأبناء الشياطين لدحر السنيين. فلعله يريد أن يتبع سياسة أبي مسلم الخرساني والحجاج بن يوسف الثقفيّ، وهو والله لا يبلغ شعث نعل أيهما. تصورات خرقاء وتصرفات حمقاء، هذا هو وصف ذلك التنظيم الحروريّ. ووالله، قد آن لكل سنيّ أن يجاهد هؤلاء، فإنه كما قال صلى الله عليه وسلم، ليس لهم إلا قتل عاد. وآن لكل من انتسب لعلم أو سنة أن يتحدث بخروجهم عن هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنما الصامت شيطان أخرس، وبئس العالم الساكت، ولا حكمة في السكوت على هؤلاء اليوم إلا الخوف أو الجهل، أعاذنا الله منهما. د طارق عبد الحليم 30 يونيو 2014 – 2 رمضان 1435 |
تعليقات القراءشكرابواسطة :ابو مهاجر الكردي
التاريخ : الاثنين 30 يونية 2014
شيخنا المفضال
والله الذي لا اله الا هو من اول الاعلان هولاء الجهال عن خلافتهم المزعومة و الوهمية كنت بانتظار رد العلمائنا الحقيقة الامة و من ضمنهم فضليتكم الكرام.
شيخنا المكرم هولاء الجهال يعيشون في العالم الاخري ما يفهمون العلماء و أهل الحلّ والعقد
ارجو من فظيلتكم و شيخ هاني السباعي ءلب من الدعاة لرد هذه المسرحية الجديدة و ايضا شيخ حامد بن العلي و سامي العريدي و شيخ عمر الحدوشي اعلنوا بعض المواقف لهذه الاعلان لكن تحتاج مزيد من جهدكم .
اسال الله العظيم ان يحفظك و يرعاك و ينفع بكم الاسلام والمسلمين
ابلغ سلامي و تحياتي لكم و جميع الاحباب من الكوردستان الايرانية
صدقت شيخنا و لكنبواسطة :أمير لؤي
التاريخ : الاثنين 30 يونية 2014
بارك الله فيكم شيخنا في الرد على التأسيس لفقه التغلب و الضرورة بديلا عن فقه الراشدين و الشورى وهو الأصل ولكن شيحنا لو بعدت في نقدك لهذه الجماعة عن الحديث عن شخص فلان و ملامحه لكان هذا أدعى للمخالف لقبول الحق الذي جئت به ثم إن الغلاة شيخنا إن كانوا كلهم كذلك لا يقاتلون ابتداءا بل دفعا لصيالهم عن دماء المجاهدين و المسلمين و أموالهم ... بوركتم شيخنا و أصلح الله حال أمتنا و طليعتها المجاهدة
اضف تعليقك |