يهنئ الموقع المسلمين السنّة في أنحاء العالم بعيد الفطر المبارك، وندعو الله أن يرفع عن المسلمين الغمة في كلّ مكان، وأن يرفع العدوان عن غزة
مقالات وأبحاث
هلا أنتم تاركون لنا أمرائنا!
الثلاثاء 20 مايو 2014
عدد المشاهدة : 894
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: اللهم إنا نشكوا اليك زيغ الجاهلين، وغلو المبطلين، وطعن المفترين، وبغي المجرمين، ونسألك أن ترحم حالنا، وتخفف مصابنا .. اللهم آمين. فما زالت الأمة الإسلامية تبتلى على مر الزمان بأصناف من الناس خابت أعمالها ومساعيها، وجهلة ارتفعت في الأمة مناصبها وآثارها، وعلماء سوء لبسوا على الأمة دينها، وأمراء سلاطين وجماعات عبدوها لغير ربها. وها نحن ذا نمتحن بطوائف ثلاث:ظلم الطغاة العتاة، وعتو الجفاة الغلاة، وتفريط المتميعين، وحسبنا الله ونعم الوكيل. ومن هذا الغلو والعتو والإجحاف ما قاله بعض من قل دينهم، وضاع أدبهم، حيث طعنوا وغمزوا ولمزوا بأهل الفضل والسبق والصدق والجهاد، ولم يراعوا في ذلك إنصافا ولا عدلا، ولم يجعلوا للأخلاق مجالا ولا اعتبارا. وكان آخر أفعالهم ما اتهموا به الشيخين المجاهدين الشيخ (ايمن الظواهري)و «أبا محمد الجولاني»؛ من تحريف المنهج وتبديله وتغييرالراية وتزييفها ،طعناً بهما، وظلما لهما، وافتراءً عليهما. وإني لأقول لهؤلاء جميعا ما قاله خير هذه الامة نبيها عليه الصلاة والسلام: هلا أنتم تاركون لنا أمرائنا؟!.. فقد رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ وَغَيُرهُ عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «قَتَلَ رَجُلٌ مِنْ حِمْيَرَ، رَجُلًا مِنَ الْعَدُوِّ؛ فَأَرَادَ سَلَبَهُ، فَمَنَعَهُ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَكَانَ وَالِيًا عَلَيْهِمْ، فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ e، عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ فَأَخْبَرَهُ؛ فَقَالَ لِخَالِدٍ: (مَا مَنَعَكَ أَنْ تُعْطِيَهُ سَلَبَهُ؟)، قَالَ: اسْتَكْثَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «ادْفَعْهُ إِلَيْهِ»، فَمَرَّ خَالِدٌ بِعَوْفٍ فَجَرَّ بِرِدَائِهِ، ثُمَّ قَالَ: هَلْ أَنْجَزْتَ مَا ذَكَرْتُ لَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ e؟ فَاسْتُغْضِبَ، فَقَالَ: (لَا تُعْطِهِ يَا خَالِدُ، لَا تُعْطِهِ يَا خَالِدُ، هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُونَ لِي أُمَرَائِي، إِنَّمَا مَثَلُكُمْ وَمَثَلُهُمْ، كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَرْعَى إِبِلًا، أَوْ غَنَمًا فَرَعَاهَا، ثُمَّ تَحَيَّنَ سَقْيَهَا فَأَوْرَدَهَا حَوْضًا فَشَرَعَتْ فِيهِ، فَشَرِبَتْ صَفْوَهُ، وَتَرَكَتْ كَدَرَهُ، فَصَفْوُهُ لَكُمْ وَكَدَرُهُ عَلَيْهِمْ)». قال النووي: «فيه -يعني هذا الحديث- ما يلزم من ترك الطعن على الأمراء وتوقيرهم وبرهم». فتأمل رعاك الله كيف ذب رسول الله e عن عرض أميره وانتصر له، وكيف لا يذود عمن جاهد ودافع عن دين ربه ورفعة دينه وتحمل في ذلك غاية الأعباء والمشاق؛ فإن هذا من كمال الأخلاق، وتمام الفضائل، ومن حقوق الأمير؛ التي لا يجب على الناس إغفالها وتضييعها.. ومِن النكات اللّطيفةِ للقاضِي إياس بنِ معاوية ما أوردَه الحافظ ابن كثير رحمه الله عن سفيان بن حسين قال: «ذكرتُ رجلاً بسوءٍ عندَ إياس بن معاوية، فنظر في وجهي وقال: أغزوتَ الروم؟! قلت: لا، قال: السّندَ والهِند والتّرك؟! قلتُ: لا، قال: أفسَلِم منك الرومُ والسّند والهِندُ والتّرك ولم يسلَم منك أخوك المسلم؟! قال: فلم أعُد بعدَها أبدًا». وقال مالك بن دينار رحمه الله: «كفى بالمرء شراً، أن لا يكون صالحاً، وهو يقع في الصالحين» [شعب الإيمان للبيهقي(5/316)] وقد قال تعالى قبل ذلك كله: {ويْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ} فالهلاك والعذابُ لمن اعتاد ان يَعيب الناس فكيف بالمجاهدين؟؛ سواء كان ذلك بكلام أو إشارة أو إيماء أو غيره مما يُفيد الهمز واللمز. والغرض من ذلك أن يَسْخَر منهم ويحطَّ من اقدارهم وينصرف عن فضائلهم ويجترأ على مقامهم، وينزع من هيبتهم ! غربان بيْنٍ نعقت ، ونُذُر شؤم سوداء اطلت ، هم بعضهم جمع الحطب، ويأتي من لاخلق له وأدب فيشعل اللهب. وهذا خلق لئيم وهو من صفات النفوس البشرية حين تخلو من المروءة، وتَعْرَى من الإيمان والسعيد من سلِمت طويّتُه من الضّغَن، وهُدِي إلى خيرِ سبيلٍ وأقوَم سَنَن. وفي الخبر أن النبي e أرسل إلى أهل هجر رسالة يقول لهم فيها: (فإذا جاءكم أمرائي فأطيعوهم وانصروهم وأعينوهم على أمر الله وفى سبيله؛ فإنه من يعمل منكم عملا صالحا فلن يضل له عند الله وعندي). قال محمد المختار الشنقيطي في شرحه على «الزاد»: «إن استطعت ألا تغيب عليك شمس يوم وأنت مرهون أمام الله بعرض مؤمن أو مؤمنة، إن استطعت ألا تغيب عليك شمس يوم وأنت مرهون بعالم من علماء المسلمين أو إمام من أئمة الدين؛ فافعل ذلك». واليوم يتسلط الجهال من الخالفين فيتطاولون على قادة الجهاد وعلى المصلحين وعلى الدعاة والعاملين لخدمة الإسلام، وعليه فمن سلم لنا ومن بقي منارة وعلامة نهتدي بها في الليالي الحالكة والنوازل الطارقة؛ فإنما الناس بأعلامهم، وعلمائهم، وذوي أسنانهم. تحزنني تلك الحملة الشوهاء الظالمة من قبل الجهلة ومن بعض أنصاف المتعلمين الذين يرتعون بأحضان الطواغيت. يرمون الشيخين الظواهري و الجولاني بالانحراف، بل وبالردة والكفر، وبكل نقيصة؛ فحسبنا الله ونعم الوكيل.
ورحم الله ابن تيمية رحمه الله حين قال: «تسليط الجهال على تكفير علماء المسلمين من أعظم المنكرات؛ وإنما أصل هذا من الخوارج والروافض الذين يكفرون أئمة المسلمين». وقال الشوكاني رحمه الله: «ها هنا تسكب العبرات، ويناح على الإسلام وأهله بما جناه التعصب في الدين على غالب المسلمين من الترامي بالكفر، لا لسنة ولا قرآن ولا لبيان من الله وبرهان؛ بل لما غلت مراجل العصبية في الدين، وتمكن الشيطان الرجيم من تفريق كلمة المسلمين لقنهم إلزامات بعضهم ببعض بما هو شبيه الهباء في الهواء والسراب بالقيعة، فيا لله وللمسلمين من هذه المغامزة التي هي أعظم فواقر الدين». وأبلغ من ذلك كله قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}. قال ابن كثير بعدها: «وهذا هو البهت الكبير أن يحكي أو ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لم يفعلوه على سبيل العيب والتنقص لهم» [تفسير ابن كثير (6/480)]. هذا في حقّ آحادِ المسلمين وعوامّهم؛ فكيفَ إذا كان مِن أهلِ العِلم والفضل والخير والسّبق والدعوةِ والجهاد؟ وكيف بمن قضى سَحابةَ عمره عالمًا محقّقًا أو مجاهدا مترصدا أو داعيًا متألّقًا مِن ذوي الهيئات والمروآت؟!.. وقد أجمع علماء الإسلام على حرمة الغيبة والسخرية بالمسلمين، وعدُّوها من كبائر الذنوب قال القرطبي : (( لا خلاف أنَّ الغيبة من الكبائر ، وأنَّ من اغتاب أحداً عليه أنْ يتوب إلى الله - عز وجل - )) تفسير القرطبي 16 / 337 . . واجمعو على حرمة سوء الطن بهم قال القرطبي في تفسيره : (( وقد أجمع العلماء على أنَّه لا يجوز سوء الظن بأهل الفضل والإيمان )) . و بتنا نرى خلال هذه الأيام هجمة شعواء ظالمة؛ تلاك بألسنة شاهدي الزور، التي تلقي بأباطيل زائفة وأكاذيب مرجفة على قادة المجاهدين وسادتهم؛ كالشيخ الفاضل الظواهري حفظه الله ورعاه الذي شابت لحيته في طريق الجهاد وبذل النفس والنفيس في سبيل ذلك، وجعله الله سببا لهداية الكثير من شباب الأمة فضحوا بكل ما يملكون من أجل دين الله ورفعة لواء الحق،لقد اخذ الشيخ اسامة بن لادن ورفيق دربه الدكتور ايمن الظواهري وإخوانهم من الرعيل الاول من جيل القاعدة اخذو على عاتقهم مهمة صعبة في هذا الزمان بعد قرن من التجهيل والتدمير الذي حل بالامة اشعال جدوة الجهاد وتفجير طاقات الامة وحشدها وعسكرتها وتوضيح حقيقة اعدائها فقامو مستعينين بالله بضرب الصليبيين في عقر دارهم في غزوتي "نيويورك"و"واشنطن"في شهر رجب الحادي عشر من سبتمر هذه الاحداث المباركة التي قسمت العالم الى فسطاطين واحدثت صحوة عارمة في الشارع الاسلامي واصبحت قضية الجهاد ورفع الضيم عن الامة هي حديث الشارع. ان القاعدة كما قال الشيخ الظواهري هي رسالة ومعنى قبل ان تكون تنظيما وجماعة وهي بمثابة الصاعق الذي يفجر طاقات الامة الكامنة. لقد نجحت في ذلك الامر نجاحا باهرا ولم تدعي القاعدة يوما انها تريد الحكم او السلطة وطالما سمعنا منهم انهم يريدون حاكمية الشريعة .وذلك بأن تحكم الشريعة لا ان تحكم هي. فتفجرت ساحات الجهاد في اصقاع المعمورة وهي تحمل هذا الفكر الصافي رغم عدم وجود رابط تنظيمي ولكن الوشيجة الايمانية كانت اقوى من كل الروابط التنظيمية واننا لنعجب من اناس فقهوا وتعلموا ببركات هذه الاحداث المباركة كانو ثمرة من ثمارها سواء من الغالين الذين بقوا دهرا يتمسحون باسم القاعدة ويقتاتون من موائدها ويحشدون الناس باسمها نراهم اليوم يرمونهم بكل وقاحة وهذا طبع اللئام. اذا انت اكرمت الكريم ملكته...وان انت اكرمت اللئيم تمردا او من المفرطين الذين اصبحوا يقولون بأن القاعدة غير قادرة على قيادة المشروع الاسلامي مع انهم كذلك من ثمار هذه الصحوة المباركة ولا تفتأ القاعدة تعلن انها رسالة الى ضمير الامة ولم تعتبر نفسها وصية او قائدة للامة حتى يحملها هؤلاء المفرطون ما آلت اليه احوال المسلمين في الشام. لقد وصل حال المتعصبين إلى الطعن بعلماء أكابر أفاضل، وقادة لهم في الجهاد خير سابقة،ابي محمد المقدسي وأبي قتادة الفلسطيني ومعهم الكثير من الفضلاء الذين صدعوا بكلمة الحق ؛ فينسبون إليهم كل قبيح وشنيع على قصدِ الازدِراء والتّعيير والثَّلبِ والتّشهير. قال الشيخ «بكر بن عبد الله أبو زيد» مبيناً الواجب تجاه العلماء الربانيين: «على كل مسلم موحد النهوض بالحقوق الشرعية عليه للعلماء العاملين، من توقيرهم، وتبجيلهم، وإعطائهم قدرهم، والكف عن أعراضهم، والوقيعة فيهم، والبعد عن إثارة التشكيك في نياتهم، ونزاهتهم، والتعسف في حمل تصرفاتهم بالفتيا والقول على محامل السوء، وتصيُّد المعايب عليهم، وإلصاق التهم بهم، والحط من أقدارهم، والتزهيد فيهم؛ فإن هذا من أعظم وسائل الهدم، ومواطن الإثم، وتفتيت الأمة، وإضعاف القيادة العلمية، وما هذه إلا وخزة مرجف، وطعون متسرع، وهي مواقف يتشفى بها من في قلبه عِلَّة، وفي دينه رهق وذلَّة، من أهل البدع والأهواء، فلا تكونن ظهيراً للمجرمين، تُخذّل علماء السنة وتكون بفعلتك هذه تذود الناس عنهم وعن دروسهم وحلقهم ومآثرهم، وتسلمهم غنيمة باردة إلى علماء السوء والبدعة». ويأتي من لاعقل له ولا سبق ولا فضل فيتطاول على قادتنا وسادتنا، لكن الواقع ما عبر عنه القائل:
ويصدق في فئة الجهال هذه ما قاله الشاعر:
وهؤلاء الجهال دأبهم التربص بالعلماء والقادة والمجاهدين، والتوثب على الأعراض، والحط من أقدارهم؛ ليلغو الثقة بين الأمة وقادتها، ويغتالوا الفضل بين أفرادها؛ فبئس القوم هؤلاء وبئست هوايتهم. ويسلكون شعب أهل البدع والزندقة من الرافضة والخوارج المارقة والمنافقين الزائغين؛ فيطعنون بقادة الجهاد ورموزه، وحال هؤلاء كناطح صخرة ليوهنها؛ فلم يَضُرها وأوهى قرنه الوعل!! لا يلتمِسون للكرام أي عذر ، ولا يعرفون لهم مقام ولاقدر ، فأخلاق امثال هؤلاء هو المكر والغدر وللمغتابين الصبر وعند الله الاجر. يبثّون عنهم الشائِعة تلو الشائعة، والوِشاية تلو اختها، فسبحانَ ربّيَ سبحانه، ألا يخافون الله ربَّ العالمين؟! إلى الله المشتَكى، ولا حولَ ولا قوّةَ إلاّ بالله العليِّ العظيم. ان ثقافة الاسقاط التي ينتهجها الغلاة ويمارسونها بكل خبث ودهاء ليست جديدة على هذه الامة بل لهم سلف أنذال من اهل البدع اللئام. فالروافض أمامهم ابن سبأ الذي أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم وخبثا منه أظهر الولاء لعلي بن أبي طالب. وما قتل عثمان الخليفة الراشد الثالث وجامع القران الا نتيجة هذه الثقافة البائسة . والخوارج إمامهم «ذو الخويصرة»، وهو القائل لإمام العدل ومدرسته «اعدل يا محمد!». والخوارج كفروا عليا واتهموه بكل نقيصة بل قاتلوه وقتلوه. ورأس المنافقين «ابن أُبَيٍّ» الذي افترى ورمى الصديقة الطاهرة «عائشة» رضي الله عنها بما برأها الله منه. والله تعالى خاطب رسوله e بقوله: {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ)؛ فكل من طعن برسول الله e وبمن سار على خطاه فهو أبتر؛ فلم يقم الله لابن أبي ولا لذي الخويصرة ولا لابن سبأ دولة وسلطان وهذه سنة الله في الذين خلوا من قبل فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا. ومن المؤسف أن هناك ممن يحسب على الجهاد والمجاهدين ممن يلقون آذانهم لكلام هؤلاء الغلاة ينطبق عليهم قوله تعالى (وفيكم سماعون لهم) وهؤلاء الاخوة الطيبون قد لا ينجح الغلاة في ضمهم الى صفهم ولكنهم ينجحون في تخذيلهم وتثبيطهم واحداث ارباك عندهم فيصبح هؤلاء كالشاة العائرة بين صفين لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء. فتجدهم يؤيدون كلام هؤلاء السفهاء وينعقون خلفهم ويتعلقون بخيوط أوهامهم وهم يعلمون أن هؤلاء لم يقولوا سوى الكذب والافتراء! وبعد هذا كله. فها هي الأيام تظهر بعض قليلي المروءة والإنصاف الذين بدأوا يتكلموا بالإفك والافتراء على الشيخ المجاهد «أبي محمد الجولاني» حفظه الله. فأقول لهم: كفوا جشائكم عنه؛ ذلك الصاحب الذي صاحبته وبدأت معه من الخطوة الأولى. ذلك الرجل الذي ما عهدت عليه إلا الخير.. صاحبته وعايشته، وسكنَّا سوية.. أحببته لدينه ولخلقه.. وجدت فيه الوفاء لأصحابه، والعطاء لدينه.. ذلك الرجل الذي لا ينكر المعروف لبشر.. ما جالسه رجل إلا وشهد له بالخلق والحلم والأدب والتواضع.. كريم مفضال شجاع غيور حكيم عفيف مترفع عن دنايا الدينا.. لا يفر وإن كان وحيداً، لا يخاف وإن كان فريداً، لا ينهزم وإن كان طريداً.. لا يرضى بالضيم والظلم.. طالب علم وحق.. سماع للنصح يشاور إخوانه ولا يبخسهم حقهم.. ويحفظ حق السابقين الأولين ولا يكفر عشيرهم.. ولا يبخس حق اللاحقين؛ بل هو منصف للخصوم نسأل الله له ولنا الثبات نحسبه والله حسيبه لقد وقف الشيخ مع اخوانه من طلبة العلم في جبهة النصرة موقفا يشهده التاريخ ولم يخضع لضغوط الغلاة وتهديداتهم واعلن في موقف شجاع امام الامة رفضه ذلك الاعلان المشؤوم بإعلان دولة في العراق والشام وأشرك الامة بعلماءها وقادتها في هذا الخطب الجلل وبين الشيخ ان حرصه على جهاد الشام ومصلحة الامة مقدم عنده على مصالح التنظيمات والاحزاب ولو خضع الشيخ وخضعنا معه ومضينا كما يمضي البلاعمة ومشايخ البلاط لظلت حقيقة هذه الدولة غائبة حتى عن جنودها فضلا عن الامة. ان هذا الموقف يحمد لهذا الاخ الفاضل ولعلك بعدها تفسر تلك الحملة الظالمة على شخص الشيخ بطريقة تنم عن حسد وحقد دفين اتجاه هذا الاخ. ومع ذلك فنحن لا ندعي له العصمة بل يخطيء ويصيب وحقنا التناصح فيما بيننا للوصول الى احسن الاراء واصوب الرؤى والله الهادي الى سواء السبيل. ، وعلى هذا فإنَّه يجدر بنا أن يكون لنا موقف اتجاه الذَّبِّ عن أعراض المجاهدين والدفع عنهم.. المجاهدين الذين خرجوا بأموالهم وأنفسهم يبتغون ما عند الله عزَّ وجلَّ من الأجر العظيم، والثواب الجزيل، فهم حرَّاس الدين وحماته في هذا الزمان وفي كل زمان، فكيف يَليق بنا أن نقدح فيهم وهم الذين كان لهم الدور الكبير في صدِّ عدوان المعتدين؟! لهذا فإنَّ اللاَّمزين للمجاهدين والقادحين فيهم، لا يقال لهم إلاَّ ما قاله الشاعر العربي الأوَّل:
وإلى الفضلاء الذين يصدقون ما يتناقله قالة السوء والمجاهيل: حنَانيكم، ولُطفًا لطفًا بإخوانِكم، ورِفقًا رِفقًا بالعلماءِ والدّعاة وأهلِ الخيرِ والصّلاح واهل الجهاد والكفاح والاصلاح؛ فإنّ المنبتَّ في التهمة الرامي بها جزافا على عواهنها لا أرضًا قطع، ولا ظَهرًا أبقى، ورحِم الله امرَأً أنصَف من نفسِه؛ فبادر باتّهامها، وأنصف إخوانَه فحفِظ ودَّهم، وأحبَّ الخيرَ والإصابةَ لَهم، ولم يُعنِ الشيطانَ عليهم. وأقول لأولئك الذين ما زالوا يعيشون بأحضنة الأنظمة الطاغوتية: يامن تعيش بأحضان الطغاة وتمثل شخصية الغلاة وتتجول في الفنادق وتعيش بدولة تقدم التحية للمباحث في الصباح والمساء. لعلك نفرت قبل عام أو شهرين فصرت تسفه وتجهل وتخون قادة المجاهدين، وتكثر الطعن والهمز واللمز بالشيخين الظواهري و «الجولاني» الذي قضوا سنين طويلة في هذا الطريق بين أحضان الأسر والثغر..
رحلة البناء الاولى .. رحلة المشاق والمكاره.... وقطعا للنزاع، وبيانا لله ثم للتاريخ، وحتى نرد الحقوق لأصحابها، وننزل الناس منازلهم، ونعرف لهم حققوهم؛ فإنا نكتب هذه الورقات لنبين فيها شيئا من سيرة الشيخ «أبي محمد الجولاني».. لنبين كيف بدأ العمل الجهادي المبارك في «بلاد الشام»، وليجبنا الطاعنون: أين كانوا حينئذ، وفي أي صف؟! دعني أخبرك سريعا كيف بدأ العمل، وكيف كانت معاناة الأخ «أبي محمد الجولاني»، وكيف دخل الشام، وكيف كان يسكن ويرقد ويأخذ البيعات، وكيف كنا نتجول في أرجائها، وليس لنا من يأوينا سوى الله، وما لنا من ناصر سواه سبحانه وتعالى. ولو أن الوقت لا يسعنا ويكفينا؛ إذ الموضع موضع اختصار وإشارة، لا تفصيل وإطناب في ذكر الأمثلة والعبارة.. لولا ذلك لسردنا كيف بدأنا، وكيف عملنا يوما بيوم، وكيف كانت معاناتنا التي لم يعلم بها إلا الله، وعلم بعضها الأوائل السابقون من إخواننا الأنصار، ولعلهم إذا تذكروا تلك الأيام أتاهم العجب من جميع أوجهه، مع شكر الله وحده؛ حتى يقول قائلهم: سبحان الله كيف كنا مستضعفين ويتخطفنا الناس، وكم من مأزق مررنا به؛ سواء في الحواجز التابعة لجيش النصيرية، أو المداهمات النهارية والليلية، وكم من موقف عاشوا فيه خوفا وزلزلة بلغت فيه القلوب الحناجر، وظن الناس بالله فيه الظنونا وابتلي فيه المؤمنون، لو رآنا الناس على تلك الحال ومعنا نساؤنا وأطفالنا؛ بلا بيوت ولا مضافات؛ بل تنقل يتلوه تنقل، وسفر في إثر سفر.. فيالله على تلك الأيام؛ ما ألذ مشربها، وما أعظم أثرها. في تلك الأيام العصيبة لم يكن شبر في الشام محرر، وكنا نجوب أنحاء البلاد.. بدءًا من الجنوب: حيث درعا وهناك صاحبنا الحبيب «أبو جليبيب»، والحبيب «أبو سعيد الدرعاوي»، و«أبو عبدالله» -تقبله الله- الذي أردفني على دراجته فهوت بنا في الطين.! ثم إلى دمشق بني أمية: وفيها الحبيب الإعلامي اللبيب «نسيم الأنصاري» الذي آوانا في أصعب الايام بمنزله الذي لا يوجد فيه سوى غرفة واحدة، و«ياسر» تقبله الله، والدكتور «أبو البراء الشامي (يوسف الهجر)»، والحبيب «أبو أحمد حدود»، والشهيد «فيصل العراقي» والشهداء «مروان" وحيدر و رجال منطقة "غريبة" الاوائل ، والطيب المقدام «أبو أحمد الشامي يونس أبو عمر» تقبله الله، والدكتور القرقيسي -فك الله أسره-، والشيخ المجاهد: «عصام» -فك الله أسره- وغيرهم كثير ممن لم يعرفهم عمر؛ لكن عرفهم رب عمر. ورحم الله تلك الأيام العطرة التي بانت فيها بركة الشام وصفاء معدن أهلها، وقوة إيمانهم؛ رغم قلة عددهم وعدتهم.. فكيف ننسى شوارع «مخيم اليرموك» و«فلسطين» والقائد الفذ «أبو سمير» والأحبة في «القلمون»؛ فسلوا عنا «عربين» وأهلها، و«الغوطة الشرقية» وصحبها، سلوا الأحبة «أبا زكي» وشباب «عربين» و«الغربية» و «جديدة عرطوز» و«تل منين»، سلوا الشيخ «أبا مالك الأنصاري» فهو من الأوائل الذين صاحبونا وساعدونا؛ لله دره وعليه أجره؛ فلم يبق من الأوائل إلا القليل النادر؛ فعامتهم قد قضوا نحبهم شهداء كما نحسب، ومنهم من ينتظر بلا تبديل أو تغيير؛ نحسبهم كذلك، بل إني علم الله أزور بعض المناطق فلا أجد فيه من نعرفهم أيام كنا نأتيها مع الشيخ الأمير «أبي محمد الجولاني»؛ فهؤلاء بعض الأشاوس الآساد الذين وقفوا أرواحهم وأموالهم للجهاد في سبيل الله؛ تذكرنا بوقفة أبي بكر الصديق في وجه الردة، فرحم الله دمشق الشام وأهلها، التي لن ننسى بدايتنا فيها ما حيينا.. وأما الأحبة في حلب فعلم الله انا ما نسينا «أبا أحمد البكاري»، و«عبدالله النعيمي»، و«عمار السيد» تقبله الله، والشيخ «أبي عبدالله الجزائري»، والأحبة في «عندان» و«تل رفعت» و«مارع»، وكيف أنسى «أبا شيماء الأنصاري» وإخوانه وصحبه؛ بل كيف ننسى «حلب» الشهباء كلها، وكيف ننسى أهلها وأناسها الطيبين وباب «النيرب» و«البكارة» و«الميسر» و«الشعار». ولا ننسى الأوائل بإدلب العز والبطولة.. أولئك أهلي وصحبي الأكارم في«جدار»، كالوالد «أبي بلال وأبنائه»، وكيف أنسى الحبيب «أبا الزبير» و«أبا الجراح» و«أبا سعد» و«أبا عبد الله الأنصاري» وكيف ننسى «المسطومة» و«سلقين»؛ فهل تذكرينَا يا أرض الشام؟ هناك تجد الكرم والوفاء، تجد المحبة والإخاء، وكيف أنسى أهلي في «سراقب» وإكرامهم لنا وإخواننا المجاهدين معنا؟ وكيف أنسى الشيخ «أبا أنس» والأوائل الأخيار من الإخوة في «حركة أحرار الشام» وكيف أنسى «تفتناز» الأحبة: «حجي عبدو»، عندما نزلنا بدارهم فآووا ونصروا لله درهم، ولا ننسى الأحبة في السحارة والأتارب؟ وكيف ننسى الحبيب «حمود» و«عبد القادر» تقبله الله؟ وكيف أنسى الحبيب «أبا سعيد الهدهد» الذي عاش معنا أصعب الأيام. وأما حماة العز والرجولة؛ فسلوا آسادها، وامشوا في طرقها، وجبالها ووديانها؛ فكيف ننسى الأحبة فيها: الحبيب «صالح» وغيره، والأوائل «أبو قتيبة» و«أبو تراب الكردي»؛ كيف ننسى ضيافتهم وحسن سابقتهم؛ لا ورب لن ننساها ولو طال بنا الزمان؟ وأما أسود « ريف الدير» ورجالها الميامين: فكيف أبدأ ومن أين أتكلم، وأهلنا الذي لم تر عيني بطيبهم وكرمهم مثلهم؟ الرجال الذين قل نظيرهم في هذا الزمان؛ شرفا ونخوة وجهادا ونصرة ومحبة. كيف ننسى الأحبة في «شحيل» النصرة والإيواء؛ فسلام الله عليك يا مدينة النصرة، ولله دركم يا قبيلة «العكيدات»، ولن ننسى الأوائل الأفذاذ النزاع من القبائل الذين آووا ونصروا في مرحلة كان يتبرأ فيها الأب من ابنه، والابن من أبيه؟ كيف أنسى الحبيب «أبا مصعب» وأهله؟ بل كيف أنسى الشيخ «أبا تميم الانصاري»؟ وكيف أنسى العزيز الشهم «أبا محمد الطلاع»، والغالي «بلال» وإخوانه من «آل هجر» والشهداء القادة الأوائل منهم كـ«إبراهيم السعيد» والبطل القائد «أبو عدنان الهجر»، وكيف أنسى أهلي ونصحي وعيبتي: «الحسن الصالح» ومنهم الشهيد ابو حمزة الانصاري واشقاؤه واهله ذلك البيت الذي عرفه المهاجرين والانصار قادة وجنودا ، ومنهم الشهيد «أبو فاطمة المجلاد» من الأوائل، والطلاع، والعداد، والذيابات، والحمد العلي، ومنهم الشهيد صدام النوفل، وكيف أنسى أهلي في «الميادين» السابقين للخير؛ منهم كـ«أبي الليث» وشقيقه الشهيد وأبناء «الميادين» و«النعيمي» الحبيب وشباب «العشارة» كـ«أبي الحسن» و«أبي عبيدة» و«أبي زيد» و«أبي حمزة» الذين آوونا ونصروا، مع نخبة من الأبطال الميامين، وكيف أنسى «أبا سعد» و«أبا فهد» شباب «الجرذي» السابقين. كيف ننسى ابناء ريف الدير والأهل والأحبة الذين عرفناهم في «جديد العكيدات» و«البكارة» كالبطل الشهيد «أبي قتادة» وشباب «البوليل» الشهداء والأحياء، وشهداء «المشرف» وكيف ننسى وحوش المدينة كـ«نصر» أحد السابقين القلائل الأوائل، وكـ «أبي حمزة» الشهيد قائد «الفاتحون من أرض الشام»، وكيف ننسى «أبا حميد» الغالي والشهيد «عبدالرحمن الويس» (عبدالهادي) مهندس التفخيخ وطالب العلم الحافظ لكتاب الله و«أبا حازم»، وحركة "اأبناء لإسلام"، وكيف ننسى شباب «مؤتة» و«الإخلاص»، ومجاهدي «دير الزور» وريفها من جميع الفصائل، وكيف ننسى الدعاة وطلبة العلم المنصفين الباحثين عن الحق الساعين في نصرته؛ فلا ننسى مضافة الشيخ «أبي معاذ» محل الإيواء والكرم، ولا ننسى الأوائل شهداء «البصيرة» أبناء «الكبيصة» أول من دخل مقرات النظام في الشام فهزوها بأشلائهم. وأما «القامشلي» فحدث عنه ولا حرج؛ حدث عنها وفاءً وكرما وسابقة.. فكيف ننسى «أبا عاصم الكردي» و«مشعل الشمري» والشهيد «مازن». وكيف أنسى الحسكة.. ففيها الطيب «أبو طيبة» لا ننسى له وفاءه وطيب خلقه وكرمه. وكيف ننسى أسود «البوكمال» اخوة الاشجاعة والاقدام والبسالة آساد الشرقية حفظهم الله . وكيف ننسى الأحبة في «الرقة».. كـ«أبي سعد الحضرمي» الشهيد الذي قتل ظلما على يد من لم يتق الله فيه ولا في المسلمين؛ أهل الإجرام والغدر. وكيف ننسى الاحبة في «سلوك»، وكيف ننسى الأوائل في «الطبقة» كأبي عمر الحبيب، والأحبة أبناء الناصر وأهل أبي جندل و"اللويسات". وبعد هذا نقول.. ها هي ساحات الشام تشهد لـ«جبهة النصرة» بعلو كعبها، وشدة بأسها على الكافرين، وعظيم رحمتها بالمؤمنين، وأن جنودها يملؤون -بحمد الله تعالى- الثغور، ويزلزلون على الطغاة الدور والقصور.. واليوم يأتي من يتهم «جبهة النصرة» ويطعن في منهجنا وأنا حِدنا عن الجادة، وزعموا أنا خالفنا المجاهدين السالفين شهداءهم وأحياءهم.. وإنا لنقولها واضحة صريحة: والله ما حدنا عن ذات الشوكة، ولا رضينا بغير الطريق البين الواضح، ولا منهج الطائفة المنصورة المجاهدة في هذا الزمان، بل مازلنا وسنبقى نسعى لإقامة الخلافة الإسلامية، وتحكيم الشريعة، ومقارعة أعداء الملة والأمة، ونسأل الله تعالى ان يعيننا على ذلك.. وسلوا عنا من ذكرنا من أهلنا الطيبين الذين عشنا معهم وشاركناهم في الأفراح والاتراح، والانتصار والشهادة، بل وسلوا عامة المسلمين عنا، بدأنا معهم ومع جميع الفصائل المقاتلة في بلاد الشام. وهل نسيتمونا يا أهل الشام؛ فما زالت تذكرنا طرقات حلب والدير والحسكة ومضافات النصرة , واليوم يتهمنا بعض من لا خلاق له وكأننا غرباء، ولكن هذا لا يضيرنا ولن يضرنا بإذن الله؛ فإن من شهد له أبناء الشام فلا ضيعة عليه بإذن الله، وقد قال e: (أنتم شهداء الله في الأرض)؛ فنحمد الله على ما من به علينا من الكرامة والنعمة إذ أدخل محبتنا في قلوب الناس؛ عامتهم وخاصتهم، رجالهم ونسائهم، ونسأل الله أن يديم علينا ذلك، وأن يوزعنا أن نشكر نعمه التي أنعم بها علينا، وان يرضى عنا ويجعلنا من المجاهدين الصادقين.. يا معشر المخالفين المنصفين: هل عهدتم على أبي محمد الجولاني غير الخير؟ هل عرفتم عنه إلا السيرة الحسنة، والكلمة الطيبة؟ علم الله معشر الأنصار أنا ما جئنا إلا لننصركم ونحفظ دمكم ومالكم، ونصون عرضنا وعرضكم، وما هان علينا في يوم مصابكم، بل إنا لنتألم على كل يوم يمر بدون أن يفتح الله علينا فيه بلدا، أو ينكأ فيه عدوا. نسأل الله أن لا يكلنا إلى أنفسنا، وأن يعيننا على فتح بلاد الشام، وقلوب أهلها؛ فإنه ولي ذلك والقادر عليه.
خاتمة وأختم رسالتي هذه بتوجيه كلمة مختصرة إلى عيبتي وخلاني من الأنصار، وإلى كل من حمل السلاح معهم ضد النصيرية المجرمين، والطغاة المفسدين.. فبالله يا قومنا وإخواننا: هل كشفنا ظهركم يوما؟ وهل غدرنا بكم ساعة؛ في ثغر أو غزوة أو موطن نزال وعراك؟ أما إنا نشهد الله أنا لم نترك ثغرًا إلا وأتاكم إخوانكم أبناء «جبهة النصرة» ليعينوكم فيه حتى يفتح الله ويمن بخذلان المعتدين، وييسر بفضله رد الكائدين المجرمين. فسلوا عنا «دمشق» العاصمة و«الأركان» و«الغوطة الشرقية» و«وزارة الداخلية»، وسلوا عنا «جوبر» و«حاميش» و«برزة»، وسلوا عنا «سعسع»، وسلوا عنا «حلب» وجبهاتها، وسلوا عنا «حماة» وصولاتها، وسلوا عنا «إدلب» العز وأهلها، وسلوا عن «جبل الأربعين»، وسلو عنا «الإسكان» و«وادي الضيف»، وسلوا عنا «الشرقية» ورجالاتها، وسلوا عنا شهداءنا الأربعين الذين فتح الله على أيديهم وبنزيف دمائهم «الرشدية» وما حولها، وسلوا عنا «الحويقة» التي تحررت بجماجم أبطال «جبهة النصرة». وسلوا عنا «درعا» وأهلها، وسلوا «البوكمال» التي ما تأخر أهلها عن نصرة الإسلام، وسلوا «حمص» الحبيبة، و«تدمر» العتيدة، وسلوا عنا أهلنا بـ«ريف اللاذقية» الذين عاش معهم أبناء النصرة.. بل إنا نحمد الله أنه ما من مدينة من مدن الشام إلا وهم يحبوننا ونحبهم، وما معركةٌ صعبة إلا انتدب المجاهدون لها آساد «جبهة النصرة»؛ وهذه الثغور تشهد أن أبناء «جبهة النصرة» هم من أوائل المستبسلين. وإنا لنعلنها مرة في إثر مرة: لئن كانت أجسادنا في الشام؛ فإن قلوبنا على المسلمين كافة، وعيوننا على «المسجد الأقصى» الحبيب، نتألم على المسلمين وعلى حالهم في كل مكان؛ فتتقطع قلوبنا على إخواننا وأهلنا في «مصر» الحبيبة، ونحن نرى نساءهم تجر في الشوارع على يد جند الطواغيت العلمانين؛ ففي كل يوم يقتل العشرات على يد شبيحة «السيسي» المجرم الطاغية، ولا ننسى المستضعفين من المسلمين في إفريقيا الوسطى وبروما والفلبين وتركستان وبنجلادش والهند وأفغانستان والعراق والصومال وباكستان.. نسأل الله تعالى أن يمكننا من نصرتهم، وأن يفتح علينا وعليهم، إنه ولي ذلك والقادر عليه.. وما زلنا -بحمد الله- نجالد أعداء الله النصيرية الذين يدعمهم العالم بأسره على حربه لأهل الشام السنة في سوريا.. ورغم كل هذا نُطعن بظهورنا ممن يزعمون نصرة الإسلام والمسلمين؛ فنُكفر، وتقصف مقراتنا بالمفخخات، ونعامل معاملة المرتدين؛ فبأي دين هذا وبأي شرع؟ يا هؤلاء: {ما لكم كيف تحكمون}؛ لقد تركوا العدو النصيري وحزب العمال الكردستاني (PKK) والأعداء المتعاقبين على أهل الشام من أهل الأوثان والكفران، وانشغلوا بقتال أهل الجهاد والإسلام؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون، ونسأل الله تعالى أن يكشف زيف الظالمين والمفترين الباغين. ورحم الله ابن حزم عندما قال: «وَاعْلَمُوا رحمكم الله أَن جَمِيع فرق الضَّلَالَة لم يجر الله على أَيْديهم خيرا وَلَا فتح بهم من بِلَاد الْكفْر قَريَّة وَلَا رفع لِلْإِسْلَامِ راية وَمَا زَالُوا يسعون فِي قلب نظام الْمُسلمين ويفرقون كلمة الْمُؤمنِينَ ويسلون السَّيْف على أهل الدّين ويسعون فِي الأَرْض مفسدين» [الفصل (4/ 171)] قال العلامة الشيخ سليمان بن سحمان في كتابه الذي رفض فيه الغلو، وأنكر على أهله، وفند ما يظنونه حجة لهم، وهو كتاب: «منهاج أهل الحق والاتباع في مخالفة أهل الجهل والابتداع» قال رحمه الله: «ومن علامات صاحب البدعة: التشديد، والغلظة، والغلو في الدين، ومجاوزة الحد في الأوامر والنواهي، وطلب ما يعنت الأمة ويشق عليهم ويحرجهم ويضيق عليهم في أمر دينهم، وتكفيرهم بالذنوب والمعاصي إلى غير ذلك مما هو مشهود مذكور من أحوال أهل البدع» اهـ. فطوبى لمن أمسك الفضل من قوله، ثم طوبى لمن ملك لسانه وسنانه عن إخوانه، ثم طوبى لمن حجزه عن الناس ما يعلم من نفسه، وطوبى لمن استمسك بتوجيهات كتاب ربه؛ فتوجه إلى مولاه بقلب ضارع ولسان صادق وحب لإخوانه خالص: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإَيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلاًّ لّلَّذِينَ ءامَنُواْ رَبَّنَا إِنَّكَ رَءوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10]. وفي نهاية هذه الرسالة فإني اوجه نداء الى الشيخ الظواهري والشيخ الجولاني حفظهما الله وثبتهما على الحق إننا على العهد باقون لا نقيل ولا نستقيل نناجز اعداء الدين ونقول لهم ان ارض الشام امانة في اعناقكم فحملا ثقيلا حملتموه مع اخوانكم من القادة والعلماء والمجاهدين فلا تسلموها للغلاة المعتدين ولا تخافو في الله لومة لائم واعلموا اننا مع كتاب الله والشرع ندور حيث دار ولن نقصر في نصح وارشاد نرى فيه صلاح الامة والساحة فتوكلو على الله فهو مولانا وهو يتولى الصالحين. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
كتبه: أبو ماريا القحطاني دفاعًا عن الموحدين وردا على الغلاة الضالين، والجهلة والمفترين الأحد 19 رجب 1435 هجري 18 مايو 2014 ميلادي |
تعليقات القراءسلمك الله يا شيخبواسطة :القمرى
التاريخ : الثلاثاء 20 مايو 2014
و جزاك بكل خير و أعزك و رفع قدرك لدفاعك عن ساداتنا - نحن الجالسون أمام شاشات الحواسب - المجاهدين و أمراء الجهاد.
اضف تعليقك |